اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة *** لجنة شعبية من نشطاء وشخصيات وطنية مفتوحة لكل من يؤيد حق الشعب الفلسطيني في الحياة بلا أسوار او حصار


السبت، ٦ سبتمبر ٢٠٠٨

فى 10 رمضان : تعالوا الى صحوة جديدة من أجل مصر قبل غزة - بقلم مجدي حسين


فى 10 رمضان : تعالوا الى صحوة جديدة من أجل مصر قبل غزة


بقلم/ مجدى أحمد حسين
magdyhussien@hotmail.com


تعالوا الى صحوة جديدة من أجل مصر وشعبها قبل أن تكون من أجل غزة وفلسطين والأقصى رغم أهميتهم جميعا ، تعالوا نعيد لشهر رمضان وجهه الحقيقى بعيدا عن المسلسلات أو مأكولاته المتميزة أو حتى عباداته المقطوعة منذ عقود عن الجهاد ، فشهر رمضان شهر القتال والمعارك .. شهر الجهاد والمواجهة .. شهر التقرب الى الله بصالح الأعمال والجهاد ذروة العمل الصالح وذروة الايمان . وعندما يجاهر حكامنا بالعداء لله ورسوله ويرتكبون من الكفر البواح ألوانا فان الاستدارة لهم والانكفاء فى المساجد المحاصرة مع ذلك بالأمن والأوقاف ليس هو رد المؤمنين الصحيح على هذه الانحرافات التى نتحمل وزرها كالحاكم تماما اذا لم نقاومه بالقلب واليد واللسان . ان جريمة محاصرة وقتل مليون ونصف مليون فلسطينى بغزة تتم بأيد مصرية وبتعليمات
شخصية ومباشرة من محمد حسنى مبارك بناء على توجيهات البيت الأبيض وتل أبيب . لقد حكم علماء الأزهر الأحرار الشرفاء بردة وكفر كل من يشارك فى حصار المسلمين وتجويعهم ومنع الدواء عنهم وكل أسباب الحياة . وقد حاولت مدرسة كامب ديفيد أن تعلمكم أن تنشغلوا بمصر وتتركوا الاهتمام بالاخوة والأشقاء فماذا كانت نتيجة هذه السياسة الا الخسران : المجاعة والفقر والبطالة والأمراض وقلة القيمة التى حلت بالمصرى داخل بلاده وخارجها . أصبحنا جميعا مذلين مهانين لأننا قررنا موالاة أمريكا واسرائيل والغرب ، وتعلمنا أن نستدير أو حتى أن نعادى أخوتنا العرب والمسلمين بحجة أن حكامهم ليسوا جيدين وكأننا نمتلك نقاوة الحكام . فاذا قال أحد بعد كل هذه التجارب الأليمة منذ 1978 وحتى الآن : مالنا ومال غزة ألا نحل مشاكل مصر أولا ، فهل يمكن أن نصدقه ونسير وراءه ، ونتبع حكمته الزائفة . لا والله فالحق أحق أن يتبع وما يقولون الا بهتانا وافكا .
ان يوم العاشر من رمضان والذى كان شعاره الله أكبر كان عودة حميدة الى تقاليد شهر رمضان الأصلية ، فهو ليس شهر الخنوع والنوم والكسل كما يشاع ، بل شهر المعارك والانتصارات . ولعل عبور الصائمين لأصعب مانع مائى فى تاريخ الحروب بأقل خسائر ممكنة كان عملا معجزا من بركات هذا الشهر الفضيل . واليوم نحن نحتاج الى عبور جديد : من الكفر والنفاق والزيغ الى الايمان ومن عبودية للدنيا وللحكام الى عبودية لله الواحد القهار . ومن الذل والمسكنة الى العزة والكبرياء ، ومن حضيض العبودية لأرازل خلق الله : أولمرت وبوش ومبارك الى نور الحرية وحق تقرير المصير واعادة القرار الى الشعب المصرى . فلقد آن الوقت كى يقرر الشعب ويخضع الحاكم لقرار الشعب او يرحل غير مأسوف عليه . ومن المهم أن نتخذ قرارا تجاه أى قضية أو موضوع ونفرض قرارنا على الحاكم فاذا نجحنا فى أى قضية أو موضوع انفتح الطريق لذلك فى كل الموضوعات بما فيه رحيل الحاكم نفسه كما حدث مؤخرا لمشرف وملك نيبال وعما قريب لرئيس وزراء تايلاند حيث تحتل الجماهير منذ أيام المبانى الحكومية ومبنى التلفزيون الرسمى فى العاصمة بانكوك . ومنذ حكمنا مبارك ثارت الشعوب فى عشرات البلاد وغيرت حكامها وأنظمتها ولكن هذا العبقرى الفذ جالس كالطود رغم انه ليس فى الحقيقة الا الرويبضة التى حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الرويبضة هو التافه يتحدث فى شئون العامة !!).
نحن الحقيقة فى تحد مع أنفسنا قبل ان نكون فى تحد من أجل غزة ، ان أهل غزة لايحتاجوننا فى حقيقة الأمر فلو أنهم أبيدوا جميعا عن بكرة أبيهم فهذا هو الفوز العظيم ، لقد عرفوا طريقهم الى الله ، ولذلك فان الله يرحمهم حتى فى الدنيا وكلما تصور الأعداء أنها النهاية نجد طاقة من النور تفتح هنا أو هناك ، وما السفينتان الاوروبيتان اللتان كسرتا الحصار دون أن يكون فيها مسلم واحد أو حتى عربى واحد ( اذا استثنينا الاعلاميين ) الا آخر آيات الله ومبشراته لهؤلاء المحاصرين المجاهدين الصابرين . لست قلقا على غزة ولكننى قلق على نفسى ومصر وشعب مصر حين نرتضى الصمت على جريمة كبرى كهذه ، فكيف سنفك الحصار عن أنفسنا ونحن بهذه المهانة والدنيوية المنحطة والأنانية المفرطة ، كيف سنحل مشاكل مصر ونحن لانجتمع على أى قضية ولانرتفع فوق الحسابات الشخصية والتنظيمية للجماعات المختلفة . كان من المفترض أن نكمل مشوارنا لاسقاط نظام مبارك بعد النجاح المؤزر لاضراب 6 ابريل وبعد النجاح الأقل ربما ل4 مايو . ولكن تاريخ الحركات السياسية فى العالم ، وأزعم ذلك بمنتهى الاطمئنان بناء على متابعة ودراسة تاريخية ، لم يشهد هذا الموقف المذهل الذى نعيشه منذ 4 مايو حتى الآن . فماهو؟!
لم يحدث أن حركة وطنية سياسية معارضة دعت الى اضراب عام واستجاب لها الشعب استجابة منقطعة النظير كما حدث فى 6 ابريل الماضى ، واستجاب مرة أخرى وان بدرجة أقل فى 4 مايو ثم اختفت معظم المكونات التى شكلت حركة 6 ابريل من المسرح السياسى وودعت الشعب المصرى الأصيل حتى بدون خطبة وداع ، ولم يبق على الساحة على وجه الحصر الا حزب العمل وحركة شباب 6 ابريل وبعض مجموعات كفاية والجماهير المصرية المنتفضة لأسباب اقتصادية واجتماعية هنا وهناك ولكن بدون انقطاع ، وكانت من المظاهر الايجابية فى الفترة الأخيرة انتظام عمل لجنة التنسيق بين هذه الحركات الاحتجاجية. ويتعين على هذا القلب النابض لحركة 6 ابريل أن يتولى ايقاظ الحركة الوطنية من جديد ، وتنظيم القوى الجديدة – وهذا هو الأساس – التى تتدفق الى ساحة العمل الوطنى : السياسى والنقابى والاحتجاجى .
يوم الزحف الى غزة فى العاشر من رمضان يمكن أن يكون باذن الله علامة فارقة على استعادة الحركة الشعبية لعافيتها ، فكثرة الاضرابات والاعتصامات ليست هى بعد الحركة السياسية الشعبية فهذه الأخيرة لابد ان يكون لها هدف مركزى كبير يلم شعث الغضب الشعبى المتفجر بشكل عفوى فى أمور أحيانا تبدو فرعية : كمظاهرة ضد محطة تقوية الهاتف المحمول أو قطع الطريق بسبب حادث مرورى . فالناس تحولت صدورها الى مراجل تغلى فهى تنفجر بشكل عشوائى بسبب أى حادث وان بدا تافها وصغيرا . وربما لايتصل بالسياسة العامة بل أحيانا كثيرة ينفجر الناس فى بعضهم البعض فهذا يبدو أكثر أمنا من الانفجار فى وجه السلطات : كمعارك الخبز والبنزين وشنط رمضان !! وأصبحنا نقرأ قصصا عجيبة فى الصحف : سيدة تحطم واجهة فندق وتعتدى على العاملين فيه بسبب ارتفاع الأسعار بالفندق أو مواطن يعتدى على محصل فاتورة الكهرباء لارتفاع أسعار الفاتورة ، أو سقوط قتلى بالعشرات فى طوابير الخبز ولا أدرى كيف نسميهم شهداء ! وراكب تاكسى يقتل سائق التاكسى فى قلب القاهرة أثناء مشادة بسبب ارتفاع الأجرة !
ان واجب القيادة الشعبية السياسية أن تقود الناس نحو الأهداف الكبرى لاصلاح المجتمع لوقف حالة اليأس والعبثية التى لامثيل لها ، ليس بسبب فساد النظام الذى تجاوز كل معايير العقل والمنطق حتى اصبح الفساد علنيا ومما يفتخر به المرء وأصبح الشريف موسوما بالبلاهة والعبط ! ، ولكن بسبب انعدام المقاومة السياسية الواعية . فالنظام يعيش ببساطة لأن لا أحد يطلب رأسه !!
بينما أى غاية اصلاحية فى أى مجال لا يمكن أن تتحقق الا عبر ازالة هذا النظام المتعفن الذى يسد مجرى النهر بالمجارى والقاذورات والمواد الكيماوية ، وحال مصر كحال نهرها لافرق ، فالحكومة تبول فيه وعلى مصر كلها . ومع ذلك عندما سافرت الى حوض حفير شهاب الدين فى أقصى الدلتا وجدت منتهى أمل الفلاحين الحصول على مياه مصرف كيتشنر القادم من كفر الشيخ والمحمل بالصرف الصحى !! لزراعة أراضيهم العطشى ولانقاذ ما تبقى من محصول الأرز .
هذا النظام برهن لكم بكل مايملكه من وسائل أنه عصى على الاصلاح أو التهذيب وأن من شيمته عدم التنازل ولا حتى عن قلامة ظفر من مكاسبه اللصوصية . وأن لديه من صفات الخرتيت : قصر النظر فهو يهاجم اولا ثم يتبين بعد ذلك ماذا هاجم ، والغباء عموما من صفاته ، ويحب أن يعيش فى الوحل !!
اننا أمام عصابة اجرامية ولسنا ازاء نظام نتفق ونختلف معه : وهذه العصابة تستولى على البورصة والمشروعات القائمة بالفعل والتوكيلات الأجنبية والاستيراد والتصدير وتجارة المخدرات والآثار والأدوية والسلاح والبترول والغاز وأراضى الدولة . عصابة تقتل الراقصات والعاهرات عند الخلاف على اقتناء النساء أو بسبب المال أو بسبب الخوف من الفضائح ، عصابة تحتكر العمالة لاسرائيل وأمريكا باعتبارها من حقوق الملكية الفكرية ! عصابة تستولى على أموال المستثمرين أو منقولاتهم أو منقولات وأموال الشرفاء الذين يقبضون عليهم أو يقتحمون مقار أعمالهم وشركاتهم . حولوا قانون المرور لقانون جباية وقطع طرق ، ومن ضمن هوان المصريين ورغم أنهم يسافرون كثيرا للخارج الآن فانهم لايلحظون أن مايسمى لجان التفتيش المفاجئة للشرطة والمرور داخل المدن وعلى الطرق السريعة لابتزاز الأموال بالحق والباطل أو للقبض على الشباب بصورة عشوائية مسألة لاوجود لها فى أى بلد فى العالم المتقدم أو المتخلف . ولكننا دأبنا على التعود على الاذلال وأصبحت لنا فيه مهارات . وكل يوم يرتكب النظام كارثة جديدة كفيلة وحدها بنزع المشروعية عنه واسقاطه ويضيق المجال بالحصر وكثر الحيث عن العبارة وممدوح اسماعيل والحكم العجيب ببراءته وهو أخطر من كارثة الغرق ذاتها . وبيع الغاز لاسرائيل عن طريق صديق مبارك حسين سالم وبشكل معلن وموثق . وكل قرار يتضح أن خلفه أهداف مالية للعصابة المتحكمة والتى لابد أن تنفق على مجموعة من المنتفعين حتى تدافع عن النظام دفاعا مجيدا وتقدر هذه الأموال ب9 مليارات جنيه سنويا وهذا فتات من فتات العائلة المالكة . مثلا مشروع كادر المعلمين اتضح أن من أهم أهدافه خلق أبواب لتربح عصابات وزارة التعليم من خلال ميزانية هذا المشروع وما به من محاضرات وحوافز وبدلات بعشرات الآلاف شهريا للشخص الواحد من القيادات العليا . ومشروع المرور اتضح أنه لا يهدف الا المزيد من الجباية واعتصار الجيوب الخاوية للغلابة ، وقانون الضرائب العقارية لتغطية الزيادات التى أعطيت لموظفى الضرائب العقارية من جيوب الناس . والذين تربحوا من بيع القطاع العام اتضح أنهم شقيق سوزان وابنه ووزير الصحة الحالى فى اطار الاشراف المباركى . والغريب أن هذه الأمور موثقة ومنشورة فى الصحف ، ولكنهم سميكو الجلد بل يفتخرون بجرائمهم ، كما تسعد قيادات الداخلية وأمن الدولة بنشر فظائع التعذيب لترهيب الناس من بأسهم الشديد!
باختصار لامجال لأى نوع من الاصلاح أو التحسين ( كما نطلق فى الجيش والسجن على اليمك ، بمعنى اضافة بعض السمن أو الطماطم على الخضار المطبوخ بدونهما !! ) فلم يعد فى يمك الحكومة الا التراب والسرطان والفشل الكلوى والكبدى . وبالتالى فان العودة للتركيز على العصيان المدنى للاطاحة بحكم مبارك أصبح ضرورة حياة ومسألة دين . وسنعود قريبا لتفصيل كيفية اعادة التصعيد من جديد على هذا الصعيد وحيث لايوجد طريق آخر لانقاذ الشعب والوطن .
وبالتالى فلابد النظر الى حملة التعبئة للزحف الى غزة وفتح معبر الرفح باعتبارها من الزاوية المصرية البحتة اعادة تنشيط للحياة السياسية فى اتجاه أهداف كبرى ، والعودة الى طريق فرض ارادة الشعب فى اتخاذ القرارات ( لابد من ملاحظة أن زيادة المرتبات ب 30% رغم بؤسها كانت نتاج مباشر لاضراب 6 ابريل وانتفاضة المحلة وأنها جاءت قبل اضراب 4 مايو بأيام ) . كذلك تعنى هذه الحملة أن مشاكل لمصر لاتحل بالانضمام لأعداء الأمة فى حروبهم ضد فلسطين والعراق وايران ولبنان ولكن بالانحياز لأمتنا . وأن كثيرا من مشكلات مصر لن تحل بدون تنشيط العلاقات الاستراتيجية مع العرب والمسلمين . وقد ضربت مثلا واقعيا بذلك عندما كررت أن الأراضى الفلسطينية المحتلة هى ثانى مستورد للبضائع الصهيونية بعد الولايات المتحدة ( أكثر من 2 ونصف مليار دولار ) وأن مصر بامكانها أن تصدر بمليار ونصف دولار سنويا لقطاع غزة بدلا من اضطرار غزة للاستيراد من اسرائيل بهذا المبلغ . كما أن حل مشكلة الغذاء فى مصر لايتحقق بدون التعاون مع السودان ، ولكن حكامنا العملاء يدعون أنهم سيزرعون القمح فى أوغندا لأن بها نظام عميل لأمريكا . وكانوا قد أعلنوا من قبل منذ سنوات بعيدة أنهم سيزرعون القمح فى كندا وزائير وهو لم يحدث بطبيعة الحال ، ولكنه التهريج والهزل فى موطن الجد وحل المشكلات المستعصية بالتصريحات الجوفاء .
ان حملة النفير من أجل غزة ومن أجل الفتح الدائم والمنتظم لمعبر رفح مهمة وطنية قومية دينية فى حد ذاتها ، وهدف استراتيجى لأمتنا لأن الحصار يستهدف تركيع الشعب الفلسطينى حتى يرفع رايات الاستسلام ويتخلى نهائيا عن المقاومة وهو الهدف الأول للسياسة الأمريكية فى منطقتنا فى اللحظة الراهنة وهو مايتحقق بنجاح بسبب اخلاص نظام مبارك فى عمالته بينما تفشل أمريكا فى هدفها الثانى وهو محاصرة ايران لأن ايران تخطت عنق الزجاجة وانطلقت فى ترتيب أوضاعها السياسية والعسكرية وتحتمى بشبكة علاقات واسعة اقليمية وعالمية بحيث أن احتمال ضربها عسكريا يتضاءل يوما بعد يوم ، وفى هذه الجبهة لايفيد نظام مبارك فى شىء الا بافتعال قضية سخيفة كقضية الفيلم السنيمائى عن السادات . وهذا يعنى أن الولايات المتحدة أسندت لمبارك دور العيال الصغيرة فى هذه الجبهة . أما فى جبهة غزة فنظام مبارك يتحكم فى الحدود مع غزة وهو الذى يحاصرها بنفسه لا اسرائيل كما تقول وسائل الاعلام المصرية والعربية الكذابة بما فيها الفضائيات الشهيرة . فاسرائيل انسحبت من غزة منذ سنوات وتركت لشرطة مبارك مهمة الحصار والتجويع والقتل .
من الزاوية المصرية فان الزحف الى غزة تمرين جديد ومناورة شعبية كبرى لمنازلة نظام مبارك بصورة مباشرة بعد شهر رمضان وفى شهر أكتوبر ان شاء الله أما فى العاشر من رمضان القادم فهى منازلة غير مباشرة ربما تشجع بعض المترددين على المشاركة فيها ، وكلما اتسع نطاق هذه الحملة كلما كان ذلك أفضل دعم لقضية غزة البطولة بصورة فورية ، ولقضية تحرير مصر من عصابة مبارك التى ستتصاعد فى شهر أكتوبر مع عودة المدارس والجامعات .
اننا نقترح اعداد وتنظيم القوافل بصورة لامركزية بحيث تخرج من القرى والأحياء والمراكز وتلتقى بصورة متفق عليها أو بشكل تلقائى على طريق العريش المفضى لرفح . وهو الطريق الممهد الوحيد ، ولا يشغلنا الآن أن يتسرب أحد الى العريش أو غزة سرا ً، لا نحن نريد أن نتحرك فى صورة علنية واضحة ، هذا تحرك شعبى سلمى يستهدف الضغط السياسى لفتح معبر رفح . واذا قامت السلطات بتوقيفنا فى أى نقطة فعلى كل أتوبيس أو سيارة أو شاحنة أن يتمترس فى مكانه ، وأن يكون مع الراكبين وجبة الافطار ، هذه المرة لن نعود أدراجنا كما فعلنا فى القافلة الأولى . سنعسكر فى أماكننا حتى وان كانت فى جوف الصحراء ، الا اذا أعادونا بالقوة ولكننا لن نعود للخلف بارادتنا وكذلك لن نشتبك مع الأمن واذا أعادونا بالقوة والاكراه سنتجمع فى اقرب منطقة سكانية ونعسكر فيها ، لذا نقترح أن تكون معكم بطاطين واستعداد للمبيت فى الهواء الطلق ولذا ننصلح كبار السن والضعفاء صحيا بعدم الحضور فى هذه القوافل الا اذا جاءوا فى سيارات خاصة بحيث يمكنهم العودة عندما تكون الأمور غير محتملة بالنسبة لهم . وندعو الشباب كى يكونوا القوام الرئيسى لهذه القوافل لتحمل مشاق السفر والعرقلة . الرحلة لرفح يمكن أن تتم فى 3 أو 4 ساعات ولكن العرقلة الأمنية متوقعة فى مختلف النقاط على الطريق كما حدث فى المرة السابقة . لذا يستحسن التنسيق بين القوافل لتكون متصلة ببعضها اوقريبة لبعضها البعض . وننصح بحمل أغذية تكفى لعدة ايام .وأن يحتسب الخارج نفسه انه خارج فى سبيل الله . ويمكن أن تتحرك القوافل عقب صلاة الفجر يوم 10 رمضان من المساجد للاستفادة بمناخ الصباح الجيد وبالنشاط المتولد عن تناول وجبة السحور . من حسن الحظ أن درجات الحرارة فى تراجع هذه الأيام ولذلك ننصح كما ذكرنا بالبطاطين وملابس احتياطية ثقيلة . يفضل حمل تبرعات رمزية لقطاع غزة من تموين غذائى أو ملابس ، ولكن مع ملاحظة أن حشد أكبر عدد من المسافرين هو الأولى باعتبار أن القوافل عمل سياسى يستهدف الضغط لفتح المعبر وليس مجرد ادخال دفعة من التبرعات ، ولكن يظل لهذه التبرعات أهمية رمزية معنوية ومادية مهمة .
ستكون هناك غرفة عمليات اعلامية لمتابعة تحرك القوافل لحظة بأخرى على مدار الساعة ، ويجب تشجيع الاعلاميين على مصاحبة القوافل .كذلك يجب حمل مطبوعات تشرح أهداف هذه القوافل ودوافعها . تحركنا علنى وكلما كان أكثر علنية كان أفضل لأنها تظاهرة سياسية بالأساس لذلك يجب أن تزين السيارات والمركبات والباصات بأعلام مصر وفلسطين ولافتات تدعو لفك الحصار عن غزة . كذلك يستحسن حمل شرائط كاسيت بها أغانى وطنية ودينية . ولبس الكوفيات الفلسطينية مستحب !!
اعتمدوا على التمويل الذاتى والتبرعات لتغطية تكاليف النقل واجمعوا اشتراكات للرحلة وتكافلوا : من معه أكثر يغطى تكلفة الآخرين ، كذلك على الذين لاتسمح لهم ظروفهم الصحية أو غير الصحية بالسفر أن يشاركوا بجهاد المال فى تمويل القوافل ( وأنفقوا فى سبيل الله ولاتلقوا بأيديكم الى التهلكة )
كلما قرأت الآية الكريمة :
( انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فى سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ) التوبة 41 كنت أتأثر بها كثيرا وأتعجب لماذا قلة من المؤمنين فى مصر فحسب تنفعل بها وتعتبرها أمرا مباشرا صريحا لايحتمل النقض أو التردد أو التفكير ، فصفة المؤمنين أنهم يقولون ( سمعنا وأطعنا ) وسمة المنافقين كبنى اسرائيل أنهم يقولون ( سمعنا وعصينا ) .
لذلك تبعتها الآية الكريمة ( لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة ) أى لو كانت رحلة لمارينا أو حتى شاطىء جمصة أو بلطيم أو رحلة للتسوق لتدافع المسافرون .
ولماذا لايرتجف المؤمنون فى مصر عندما يقرأون هذا التحذير الالهى الصريح؟
( يا أيها الذين آمنوا مالكم اذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة الا قليل ، الا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شىء قدير )
ألم يلاحظ المصريون أن بوادر الاستبدال قد بدأت تلوح فى الأفق منذ سنوات وأن المتصدرين للجهاد هم الفلسطينيون واللبنانيون والعراقيون والسودانيون والايرانيون والصوماليون والأفغان والكشميريون وأهل مورو بالفلبين . وأن أحوال الأمة تتقدم بدون المصريين الا قليلا منهم . ألا ترون آفاق الصراع العالمى وشمس المغيب تطل على الولايات المتحدة وتشرق من الشرق بما فى ذلك الشرق المسلم فى ماليزيا وايران وتركيا . ألا ترون أن حكاية القطب الأمريكى الواحد المهيمن على العالم أكذوبة أصبحت مفضوحة وأن الانقسام العالمى اصبح واضحا بين كتلة شنغهاى وكتلة أمريكا وألا ترون أن كتلة أمريكا اللاتينية المتحررة من الطغيان الأمريكى تلتحق بكتلة شنغهاى ، وهذا الانقسام الحاد على المسرح الدولى وهذه التعددية الواضحة الآن والتى طالما بشرنا بها أصبحت الآن واضحة وضوح الشمس لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد. ان الطريق مفتوح الآن للاستفادة من هذا الصراع الدولى خاصة بعد زلزال جورجيا لصالح العرب والمسلمين وأن روسيا والصين سيقدمان المزيد من الدعم لكل المعادين للولايات المتحدة واسرائيل ، ان الصهاينة فى اسرائيل يلطمون الخدود على هذه التطورات وعلى هزيمتهم المنكرة فى جورجيا التى كانوا طرفا أصيلا معها فى هزيمتها . ان زلزال جورجيا هو هدية السماء لكل الصامدين والمجاهدين فى لبنان وسوريا والسودان وايران وأفغانستان والصومال الذى حررت مؤخرا المقاومة جنوبه من العدوان الأمريكى الأثيوبى . وسيكون لنا عودة للوضع الدولى فى مقال مستقل باذن الله .
كانت هناك مقولة قديمة تبدو صحيحة : أنه لاحرب مع اسرائيل بدون مصر ، ولكن من طول تخلى مصر عن الجهاد فقد أصبح بامكان سوريا ولبنان وايران أن يتصدوا لاسرائيل دون مصر ، وأن تهزم اسرائيل على يد مقاتلى حزب الله الذين كانوا وحدهم فى القتال المباشر . ومجاهدو الأفغان يمرغون أنف حلف الناتو بأسره ( قوات من 37 دولة غربية !) ولايلوح فى الأفق الا نصر أفغانى وهزيمة للغرب بأسره . ولاحظوا أن الروس لوحوا بقطع عبور امدادات القوات الأمريكية والغربية الى أفغانستان وأنهم يتأهبون للعب دور الغرب السابق معهم أثناء الاحتلال السوفيتى لأفغانستان ، بل بدأ المندوب الروسى فى الأمم المتحدة يستنكر استهداف المدنيين فى أفغانستان . سبحان مغير الأحوال . سبحان الذى يغير ولا يتغير .
وبالتالى فان قضية الأمة ونهضتها وصحوتها لاتتأثر بغياب مصر ، وقضية والايمان والعقيدة لا تتأثر بغياب مصر ، ولكننا نحن المصريين الذين نفقد كل شىء فى الدنيا والآخرة .
أخيرا ندعوكم للنفرة الكبرى من أجل غزة فى العاشر من رمضان .. تعالوا نغسل أدراننا وخطايانا فى بحر كبير للتوبة والمغفرة .. فى رحلة الخلاص الى غزة ، خلاص مصر من الطاغوت .

ليست هناك تعليقات:


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.