اللجنة المصرية لفك الحصار عن غزة *** لجنة شعبية من نشطاء وشخصيات وطنية مفتوحة لكل من يؤيد حق الشعب الفلسطيني في الحياة بلا أسوار او حصار


الأحد، ٢ مارس ٢٠٠٨

واستشهد أخي وصديقي أمجد



بقلم / محمود الششتاوي

أستشهد أخي وصديقي أمجد في القصف الصهيوني الأخير على قطاع غزة.
استشهد أمجد بملابس القتال في قصف صهيوني أثناء وجوده مرابطاً على إحدى ثغرات قطاع غزة ليؤمنها.
لم يكن ’’ الشهيد أمجد ’’ كبيراً في السن أو متزوجاً بل كان شاباً يكبرني فقط بخمس سنوات فهو مواليد 1981 وكان من الممكن ان يفكر في نفسه فقط لكن ’’ الشهيد أمجد ’’ أخذ على عاتقه هم وطنه فلسطين وأصبح من المقاومين ومن خيرة شباب المقاومة في فلسطين من ألوية الناصر صلاح الدين.

عرفت’’ الشهيد أمجد ’’ من فترة قصيرة جداً بعدما كسر الحصار مؤقتاً في أواخر شهر يناير الماضي ، عندما استضاف من اعتبرهم أهلي وأخوتي في غزة في بيت اخوته وامه، وما كان من ’’ الشهيد أمجد ’’ غير حسن الضيافة والكرم معهم منذ ان وصلوا الى غزة حتى عادوا مرة أخرى الى مصر ، وأثناء وجودهم هناك حدثوني من عنده وكنت لأول مرة اسمع صوت ’’ الشهيد أمجد ’’ وحينها أخذنا نتحدث ونسلم على بعضنا البعض وشعرت وكأني اعرفه منذ سنوات او تربينا ونشأنا سوياً ، وتواعدنا ان نلتقي في اقرب فرصة ازور فيها غزة أو يزور هو مصر ويسمح لهم بالتجوال بحرية داخل الأراضي المصرية ، لكن ارض مصر حراماً على العرب حلالاً للصهاينة .
بعدها اصبحنا نتحدث يومياً عبر الإيميل ( الماسنجر ) ، وكان يتخذ هذة الجملة كجملة ثابتة بدلاً من ظهور اسمه { لا يهمنى أين ومتى سأموت بقدر ما يهمنى أن تبقى المقاومه تملأ العالم ضجيجاً حتى لا ينام العالم على أجساد الضعفاء.. } ، وصدق ’’ الشهيد أمجد ’’ في كلمته فلم يكن يعرف موعد استشهاده بل كان كل همه هو المقاومة وان تبقى المقاومة صامدة ومشتعلة كما هي الآن بفضل الله وبفضل أمثاله من المجاهدين من أبناء الشعب الفلسطيني.
في الأيام الأخيرة لم يعد ’’ الشهيد أمجد ’’ يتواجد في الوقت المعتاد وجوده فيه على الإنترنت ، وفي آخر أسبوع اختفى نهائياً فكنا نتراسل عبر رسائل موقع ( Facebook ) ، ومنذ ايام قليلة بالتزامن مع غياب ’’ الشهيد أمجد ’’ سمعت عن نشاط لألوية الناصر واطلاقها صواريخ على الأراضي المحتلة فقلقت وارسلت له رسالة اسأل عنه فرد على الرسالة فاطمأن قلبي وحمدت الله على سلامته

لكن أمس علمت باستشهاد مجموعة مقاومين بينهم أثنان من ألوية الناصر فشعرت بقلق تجاهه ولا أدري الدافع على هذا القلق ، فهذة المرة شعرت وكأن شيئاً ما حدث له أو أصابه شيئ ، ولم أكن اتوقع استشهاده او بمعنى اوضح وأدق كنت لا أريد ان أصدق شعوري هذا ، وخفت أن ارسل له رسالة ولا يأتيني رد بل منعت نفسي عن الدخول على موقع الألوية على شبكة الإنترنت حتى لا أسمع خبر

إلى أن تلقيت اتصال ممن كانوا في استضافته اثناء وجودهم في غزة وأبلغوني بأن ’’ أمجد ’’ استشهد في القصف الأخير على موقع كان يقوم بحراسته بين القطاع والأراضي المحتلة …….

لم أصدق ما قالوا ، وحاولت أن أخدع نفسي وأحاول ان اتماسك ودخلت على موقع الألوية على شبكة الإنترنت لأرى ما ان كان هذا صحيحاً أو مجرد كابوس وللأسف وجدت الخبر صحيحاً ………… وعندها شعرت بأني كالعاجز الذي لا يستطيع فعل شيئ ولا يستطيع حتى ان يبكي أو يصرخ ….
من ؟ أمجد !!!! الذي أحببته دون ان نلتقي أو نتقابل
أمجد الذي كنا حينما نتحدث نهرج وكأننا تربينا سوياً
يألله ….
ما أصعب هذا الشعور عندما تفقد شخص عزيز عليك فجأة فأنا في حياتي لم أحزن على فراق أحد بقدر ما حزنت على فراق الشهيد أمجد
ما أصعب ان تشعر وكأنك عاجز عن فعل أي شيئ
وما أصعب وان تشعر بأن يدك ملطخة بدماء من تحب لأن حكوماتنا العربية المتصهينة لم تفعل شيئ تجاههم
أنا لست حزيناً على ’’ الشهيد أمجد ’’ بل فرح لأنه شهيد لم يمت له الجنة ان شاء الله كما وعد لكني حزين حزين حزين على نخوتنا التي قتلت وذهبت الى الجحيم …. حزيناً على صمتنا تجاه ما يحدث ….. حزيناً على إسلامنا وعروبتنا التي هانت علينا وتركنا فلسطين وشعبها يحترقان ….. حزين على صمتنا على حكام وحكومات صهاينة ليسوا عرباً ولا على ديننا ….. حزيناً على عجزنا ان نقدم لفلسطين شيئ …. آه من هذا الشعور القاسي
أرجوا ان تسامحونا يا شهداء فلسطين …. سامحونا يا أحياء فلسطين فنحن مقصرون مقصرون مقصرون تجاهكم …. سامحونا يا أهل فلسطين على خيانة حكامنا وصمتنا عليهم فهؤلاء الحكام ديانتهم الصهيونية وإلاههم بوش ونبيهم أولمرت وصلاتهم الخيانة …. سامحونا يا من نفتخر بكم ونفخر اننا ننتمي لأمة انتم منها فأنتم من جعلتم للشعوب العربية كلها كرامة.
وعهداً علينا ان نقاوم حكامنا الخونة الصهاينة حتى نتحرر منهم ونحرر الأقصى .
آسف على الإطالة ولكني احاول ان اخرج ما بداخلي حتى استريح وسأعرض آخر حوار دار بيني وبين الشهيد أمجد وبعض صوره :-
الرسائل :
الأولى بعد الغياب :-
Mahmoud Elsheshtawy
ايه ياعم امجد
فينك
هو انت غطست فجاة كدة ليه
اوعى تكون بتقطع بقيت كابلات النت زي اللي صواريخكو قطعوها
طمنا عليك ياعم
Amgad Khalas
حبيبى يا عم شيشتاوى انا بخير الحمد لله بس كنت فى العريش ودى الوقت اللى قريت الرساله بتاعتك .انا الحمد لله كويس ومشتاقلك بجد وشكرا على سؤالك عنى
الأخيرة :-
Mahmoud Elsheshtawy
هو انت كل يومين تغطس غطسة كدة ومحدش يقدر يوصلك
انت فين ياعم واخبارك ايه
Amgad Khalas
والله مشغووول جدا يا عم محمود انا بخير والحمد لله ومشتاقلك كتيير وشكرا لسؤالك عنى
Mahmoud Elsheshtawy
ربنا يعينك ومعاكم ويسدد رمي المجاهدين
انا قلقت عليك قولت اطمن
راسلني بإستمرار
———————-
وكانت اخر رسالة ولم يرسل لي بعدها لأنه كان قد أصبح شهيداً

واخيراً صور الشهيد أمجد :



n1080678858_15722_4596.jpg




n1080678858_15723_4824.jpg

امجد يميناً وبجواره أحمد دومة على اليسار


n1080678858_16754_9607.jpg




n1080678858_30897_6001.jpg





n1080678858_16756_73.jpg

آخر توقيع لأمجد في دنيانا




وأخيراً امجد شهيداً

اللهم الحقنا به

هناك تعليق واحد:

حمادة زيدان يقول...

رحم الله الشهيد البطل .... وكان الله فى عون كل رجال غزة أمام تلك الحملة الشرسة ضد الإنسانية ...
أتمنى من الله أن تنتهي تلك الأزمة
حمادة زيدان


Blogger Template by Blogcrowds


Copyright 2006| Blogger Templates by GeckoandFly modified and converted to Blogger Beta by Blogcrowds.
No part of the content or the blog may be reproduced without prior written permission.